شارك
يُجمِع كبار العلماء في جميع أنحاء العالم على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تأثير تغير المناخ. لذلك، يُعَد تطوير حلول تنقل مستدامة وعملية أمراً ضرورياً لحماية كوكب الأرض والحفاظ عليه لأجيال المستقبل، وذلك بحسب كي فوجيتا، الممثل الرئيس للمكتب التمثيلي لشركة تويوتا في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
في السنوات الأخيرة، بات من الواضح تماماً أن تغير المناخ هو أحد أبرز التحديات التي تواجه مستقبل البشرية. فقد حذر تقرير صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة من أن العالم يسير على طريق تجاوز الهدف الذي حدده قادة العالم كجزء من اتفاق باريس التاريخي حول المناخ الذي أُقر عام 2015 بهدف الحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين، وذلك أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مع تكثيف الجهود إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو، ما الذي يجب فعله بشكل جماعي لتجنب هذه الكارثة؟ إن أحد أهم الإجابات حول مشكلة التغير المناخي تكمن في كيفية الوصول إلى الحياد الكربوني.
عندما يتعلق الأمر بموضوع الاحتباس الحراري، فإن مستوى الوعي به أصبح أوسع من أي وقت مضى. ومع ذلك، فمن المحتمل أن يكون هناك عدد أقل من الناس على دراية بمفهوم تحقيق الحياد الكربوني، والتأثير الهائل الذي يمكن أن يحدثه. يتفق الغالبية العظمى من العلماء على أن تغير المناخ يعود إلى الارتفاع في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري منذ فجر الثورة الصناعية، ويُعَد غاز ثاني أكسيد الكربون من بين الغازات الأكثر ضرراً على البيئة.
ولتحقيق الحياد الكربوني، فمن الضروري وبشكل أساسي خفض كمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي بمستوى حجم ثاني أكسيد الكربون نفسه المستخرج من الغلاف الجوي، والذي يتم عبر مجموعة من العمليات كجزءٍ من متطلبات التوازن الدقيق للطبيعة. وعلى الصعيد العالمي، فيُعتقد أن تكون وسائل التنقل المسبب في تشكيل حوالي خُمس انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون؛ إذ تمثل القيادة على الطرقات ثلاثة أرباع هذا الإجمالي. من هنا، فقد تم تركيز قدر كبير من الطاقة على تطوير تقنيات وابتكارات جديدة لتشغيل حلول تنقل مستدامة وصديقة للبيئة.
بما أن قادة العالم يجتمعون حالياً في غلاسكو لمناقشة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021 "كوب26"، فبات من الواضح أن العمل بشأن تغير المناخ لم يعد خياراً، بل أصبح ضرورة ملحة تتطلب بذل المزيد من الجهد والتنسيق والتعاون على مستوى العالم. فهنا في منطقة الشرق الأوسط مثلاً، تتخذ الحكومات خطوات مشجعة للدخول في حقبة جديدة من الاستدامة.
في الشهر الماضي، أعلنت كلٌ من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين عن سلسلة من المبادرات والخطط الاستثمارية لمعالجة قضية تغير المناخ وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن. وتتوافق هذه المساعي مع أهداف الاستدامة الخاصة بشركة تويوتا وخططها لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في عملياتها التشغيلية.
وتتمثل رؤية شركة تويوتا في توفير حرية التنقل للجميع. ففي عالم متنوع يملأه الغموض، نبذل قصارى جهدنا للارتقاء بجودة وسائل التنقل وتعددها، ونحرص على إتاحتها للجميع دون استثناء. نؤكد رغبتنا في خلق إمكانيات جديدة للبشرية جمعاء تعزز العلاقة المستدامة مع الطبيعة. ولهذا السبب، أصبحت مهمتنا تقليل تأثيرنا على البيئة من خلال تحقيق الحياد الكربوني، ليس فقط من حيث الانبعاثات الصادرة من المركبات، بل في جميع عملياتنا أيضاً.
ولا يمثل هذا الجانب اتجاهاً جديداً اعتُمد ليتماشى مع متطلبات العصر، بل كانت شركة تويوتا قد طوّرت مجموعة متنوعة من المركبات الصديقة للبيئة منذ العام 1997، عندما تم طرح سيارة تويوتا بريوس، والتي كانت أول سيارة "هايبرِد" كهربائية HEV في العالم يتم إنتاجها على نطاق واسع. ومنذ ذلك الحين، تمكَّنت شركة تويوتا من بيع أكثر من 17 مليون سيارة كهربائية1 على مستوى العالم، مما أسهم في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20% وساعد في الحفاظ على كوكب الأرض وسكانه.
وبينما نفخر بهذه الإنجازات، فإن مسيرتنا نحو تحقيق الحياد الكربوني لم تنتهِ بعد، ولا يزال هناك الكثير من العمل الذي يَتَعيَّن القيام به. ولذلك، تستهدف شركة تويوتا تسجيل مبيعات عالمية تراكمية بحلول عام 2030 يكون حجمها عشرة ملايين سيارة من المجموعة المتنامية لسياراتها الكهربائية، كما نقوم بتطوير وتحسين تقنية محركات الاحتراق الداخلي التي تعمل بوقود الهيدروجين من خلال مشاركاتنا في رياضة سباقات السيارات، واستكشاف الفرص التي يوفرها الوقود الاصطناعي. ويتم تصنيع هذا النوع من الوقود باستخدام الهيدروجين المتولد من الطاقة المتجددة، ولديه إمكانات واسعة لكي يُستخدَم كوقودٍ "محايدٍ للكربون" في المركبات التي تعتمد على محركات الاحتراق الداخلي وتعمل سواء بالبترول أو الديزل، بما في ذلك المركبات الموجودة حالياً على الطرقات. ونحن في شركة تويوتا، نعتقد أن هناك العديد من المسارات التي تُسهِّل الوصول إلى تحقيق الحياد الكربوني. ومثلما تختلف سبل ووسائل التنقل من بلدٍ إلى آخر، كذلك تختلف مسارات الوصول إلى الاستدامة.
ومع استمرار الابتكار في تشكيل قطاع التنقل العالمي، فأصبح من الضروري استخدام أحدث التطورات لاستحداث وتقديم منتجات وخدمات توفر للناس مزيداً من خيارات التنقل بأمانٍ ومسؤوليةٍ وبشكلٍ يتناغم مع البيئة. ومن خلال القيام بذلك، يمكننا التغلب على أكبر تحدٍّ يواجه البشرية والكشف عن عالمٍ من التنقل المستدام المتاح للجميع، وهو هدف يجب تحقيقه من أجل حماية مستقبل كوكبنا والحفاظ عليه للأجيال القادمة.